وفي الحديث دليل على أن موته كان بالمدينة، ولكن المشهور أنه مات بحمص ودفن بقرية على ميل من حمص، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب.
فإذا صحّ هذا فقوله: "خرج عمر على جنازته". وهم من الراوي، والصحيح: فلما توفي خالد، خرج عمر على الناس فقال. والله تعالى أعلم.
[٤٢ - باب ما جاء في خريم بن فاتك الأسدي]
• عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره". فبلغ ذلك خريما، فجعل يأخذ شفرة، فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال - يعني الراوي -: فأخبرني أبي قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه فقالوا: هذا خريم الأسدي. الحديث.
حسنْ رواه أبو داود (٤٠٨٩)، وأحمد (١٧٦٢٢) كلاهما من حديث عبد الملك بن عمرو أبي عامر، قال: حدثنا هشام بن سعد، قال: حدثنا قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي - وكان جليسا لأبي الدرداء - قال أبو الدرداء فذكره في حديث طويل مذكور في كتاب اللباس.
وإسناده حسن من أجل بشر التغلبي والد قيس، وهو بشر بن قيس التغلبي وهو صدوق كما قال الحافظ، ولم يظهر من ترجمته في التهذيب أي جرح فيه، ومن أجل ابنه قيس وهو من رجال الصحيح، قال فيه أبو حاتم: "ما أرى بحديثه بأسا".
[٤٣ - باب في فضل خزيمة بن ثابت الأنصاري وأخباره]
• عن زيد بن ثابت قال: نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب، كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته شهادة رجلين، وهو قوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣].
صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٠٧) من طرق عن الزهري، عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: فذكره.
والسبب الذي من أجله جعل شهادته شهادة رجلين في الحديث الآتي:
• عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدَّثه، وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقضيه ثمن فرسه، وأسرع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا