والخلاصة فيه أنّ جميع هذه الأسانيد تدور على معن بن محمد بن معن بن نضلة الغفاري أبو محمد حجازي، روى عن حنظلة بن علي الأسلمي وسعيد المقبري، وعنه ابنه محمد وابن جريج وعبد الله بن عبد الله الأشعري، وعمر بن علي المقدمي. ذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاريّ.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
والصّواب على شرط البخاري وحده.
واستدركه الذهبي فقال: "هو في الصحيحين، فلا وجه لاستدراكه".
قلت: كلام الذهبي يشعر بأنّ الحديث في الصحيحين مسندًا، والصحيح أنّ البخاريّ ذكره في الباب في كتاب الأطعمة: باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر. عن أبي هريرة معلقًا. وأما مسلم فلم يخرجه أصلًا.
• عن سنان بن سنّة الأسلميّ صاحب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطاعم الشاكر له مثل أجر الصّائم الصّابر".
حسن: رواه ابن ماجه (١٧٦٥)، وأحمد وابنه (١٩٠١٤)، والدّارميّ (٢٠٦٧) كلّهم من حديث عبد العزيز بن محمد، قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمّه حكيم بن أبي حرة، عن سنان بن سنّة، فذكره.
إلّا أنّ الدارمي زاد بعد سنان بن سنة "عن أبيه" وقد نبّه عليه أهل العلم، إلّا أن محقق الدارمي ومحقق إتحاف المهرة (٦/ ٦٤) حذفا قوله: "عن أبيه" وهي ثابتة في أكثر النسخ. يقال: إنّ شيخ الدارمي وهو نعيم بن حماد قد أخطأ في هذا فتنبّه.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد العزيز بن محمد وهو الدراوردي فإنه مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث.
وقد اختلف على محمد بن عبد الله بن أبي حرة، فرواه الدراوردي هكذا.
ورواه سليمان بن بلال، حدثني محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمّه حكيم بن حرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة قال: لا أعلمه إلا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه الإمام أحمد (٧٨٨٩)، والحاكم (٤/ ١٣٦)، والبيهقي (٤/ ٣٠٦).
ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ١٣ - ١٤) عن أبي زرعة قوله حين سُئل: أيّهما أصح؟ قال: "حديث الدّراورديّ أشبه".
٨ - باب صيام التّطوع بغير تبييت النية
• عن عائشة أمّ المؤمنين، قالت: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "يا عائشة، هل عندكم شيءٌ؟ ". قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء. قال: "فإني صائم".