للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلما، فإني رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا، ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام وَلَّيْتُكما، وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام، فإن ملككما زائل عنكما، وخيلي تحل بساحتكما، وتظهر نبوتي على ملككما" وكتب أبي بن كعب، وختم الكتاب.

[١١ - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوي ملك البحرين]

قال الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٤١٩ - ٤٢٠):

روى الواقدي في آخر كتاب الردة حدثني معاذ بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين، ليال بقين من رجب سنة تسع، منصرفه عليه السلام من تبوك، وكتب إليه كتابا فيه:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك إلى الإسلام، فأسلم تسلم، أسلم يجعل الله لك ما تحت يديك، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر". وختم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب.

فخرج العلاء بن الحضرمي إلى المنذر، ومعه نفر: فيهم أبو هريرة، وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استوص بهم خيرا وقال له: "إن أجابك إلى ما دعوته إليه، فأقم حتى يأتيك أمري، وخذ الصدقة من أغنيائهم، فردها في فقرائهم قال العلاء: فاكتب لي يا رسول الله كتابا يكون معي، فكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرائض الإبل، والبقر، والغنم، والحرث، والذهب، والفضة، على وجهها، وقدم العلاء بن الحضرمي عليه، فقرأ الكتاب، فقال: أشهد أن ما دعا إليه حق، وأنه لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد الله ورسوله، وأكرم منزله. ورجع العلاء، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - خبره، فسر، انتهى.

ثم أسند الواقدي عن عكرمة، قال: وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته، فنسخته، فإذا فيه: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي، وكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، فكتب المنذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما بعد: يا رسول الله، فإني قرأت كتابك على أهل البحرين، فمنهم من أحب الإسلام، وأعجبه، ودخل فيه، ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس، ويهود، فأحدث إلي في ذلك أمرا.

فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله، إلى المنذر بن ساوي، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده، ورسوله، أما بعد: فإني أذكر الله عز وجل، فإنه من ينصح، فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي، ويتبع أمرهم، فقد أطاعني، ومن نصح لهم، فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرًا، وإني شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>