ومعنى الآية: وإذ أخذ ربَّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألستُ بربِّكم؟ قالوا: بلى، فقال اللَّه وملائكتُه: شهدنا عليكم بإقراركم باللَّه ربّكم كيلا تقولوا يوم القيامة: إنَّا كنا عن هذا غافلين. انظر: ابن جرير الطبريّ (١٠/ ٥١٤).
وقال إسحاق بن راهويه:"أجمع أهل العلم أن اللَّه خلق الأرواح قبل الأجساد، وأنه استنطقهم وأشهدهم" أي على ربوبيته.
وقال ابن الأنباريّ:"مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن اللَّه أخرج ذرية آدم من صلبه، وصلب أولاده، وهم في صور الذّر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا".
• عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من مولود إِلَّا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجّسانه، كما تُنتج البهيمة بهيمةً جمعاء، هل تُحِسُّون فيها من جدعاء؟ ". ثم يقول أبو هريرة: واقرؤا إن شئتم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}[سورة الروم: ٣٠].
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٥٩)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من حديث يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أنّ أبا هريرة قال (فذكره).
• عن أنس بن مالك، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"يقول اللَّه تعالى لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة: لو أنّ لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقول: أردتُ منك أهون من هذا، وأنت في صُلب آدم: أن لا تُشرك بي شيئًا، فأبيتَ إِلَّا أن تشرك بي".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٥٧)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٠٥) كلاهما