وإسناده حسن لأجل خلف وهو: ابن خليفة بن صاعد وثقه ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم:"صدوق".
قلت: ومثله بحسن حديثه، وهو من رجال مسلم.
وحفص هو: ابن أخي أنس بن مالك، واسم أبيه عمر، وسماه البخاري "عبد الله" وترجم له في التاريخ الكبير (٢/ ٣٦٠) فقال: حفص بن عبد الله بن أبي طلحة، ابن أخي أنس الأنصاري، سمع منه خلف بن خليفة. وروى النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار قال: حدثني حفص بن عمر بن أبي طلحة: صبحت أنس بن مالك إلى الشام، فرأى قومًا يتطوعون في السفر، فتردد البخاري في اسم أبيه، ولكن ترجمته باسم حفص بن عبد الله يشير إلى ترجيح أن اسم أبيه "عبد الله"، ورجَّح الحافظ في التهذيب أن اسمه:"عمر" والله أعلم بالصواب، وهو صدوق، وثَّقه الدارقطني، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات.
والمرفوع منه أخرجه البزار وغيره، وسيذكر في الموضع المناسب.
تنبيه: تحرف في "المجمع"(٢٩٤١): خلف عن حفص إلى "خلف بن حفص" فقال الحافظ الهيثمي: "رواه أحمد، وخلف بن حفص لم أجد من ترجمه" فلعله كان هكذا في نسخة أحمد عنده.
[٤ - باب من أين يبدأ المسافر القصر]
• عن أنس يقول: صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعًا، وصلَّيتُ معه العصر بذي الحُليفة ركعتين.
متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٨٩)، ومسلم في صلاة المسافرين (٦٩٠) كلاهما من حديث سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة سمعا أنس بن مالك يقول: فذكره. وله أسانيد أخرى في الصّحيحين.
• عن جُبَير بن نفير قال: خرجت مع شُرحبيل بن السِّمْط إلى قرية على رأس سبعة عشر، أو ثمانية عشر ميلًا. فصلى ركعتين فقلت له. فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له. فقال: إنَّما أفعل كما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٦٩٢) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة، عن يزيد بن خُمير، عن حبيب بن عبيد، عن جبير بن نفير فذكره.
ورواه أيضًا من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا الإسناد وقال: عن ابن السِّمْط. ولم يُسمِّ شُرحبيلَ، وقال: إنه أتى أرضًا يقال لها: دُومين من حِمص، على رأس ثمانية عشر ميلًا.
• عن يحيى بن يزيد الهُنَّائي قال: سألت أنس بن مالك: عن قصر الصلاة فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج مسيرة ثلاثة أميالٍ، أو ثلاثة فراسخ - شعبةُ الشَّاكُ -