• عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري -وكان من أصحاب رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: -وهو يحدث عن فترة الوحي - قال في حديثه-: فبينا أنا أمشي سمعتُ صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فجئثت منه فرقا، فرجدت، فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)} [سورة المدثر: ١ - ٥]، وهي الأوثان قال: ثم تتابع الوحي.
متفق عليه: رواه البخاري في الوحي (٤)، ومسلم في الإيمان (١٦١: ٢٥٥) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره. واللفظ لمسلم.
قلت: فأخذ القرآن ينزل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منجّما.
[٢ - باب آخر ما نزل من القرآن]
• عن البراء بن عازب، قال: آخر سورة نزلت {بَرَاءَةٌ} وآخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ. . .} [سورة النساء: ١٧٦].
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٠٥)، ومسلم في الفرائض (١٦١٨) كلاهما من حديث شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.
والمراد بالآخر هنا في شأن الفرائض.
• عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- آية الربا.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٥٤٤) عن قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس فذكره.
وآية الربا هي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٧٨]
• عن عمر بن الخطاب قال: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يفسّرها، فدعوا الربا والريبة.
صحيح: رواه ابن ماجه (٢٢٧٦)، وأحمد (٢٤٦) كلاهما من حديث ابن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: فذكره.
وإسناده صحيح، وابن أبي عروبة وهو سعيد بن أبي عروبة اختلط ولكن رواه يحيى بن سعيد عند أحمد، وخالد بن الحارث عند ابن ماجه، وكلاهما سمعا منه قبل الاختلاط.
استدل بهذا الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بيّن لأصحابه تفسير جميع