القرآن أو غالبه. انظر: مقدمة أصول التفسير (ص ٤٥).
تفسير القرآن المراد به تبيينه لقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: ٤٤]
• عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة قال: قال لي ابن عباس تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قال: صدقتَ.
صحيح: رواه مسلم في التفسير (٣٠٢٤) من طرق عن جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عبد المجيد بن سُهيل، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة فذكره.
• عن عبد اللَّه بن عمرو قال: آخر سورة أنزلت: المائدة والفتح.
حسن: رواه الترمذي (٣٠٦٢) عن قتيبة قال: حدثنا عبد اللَّه بن وهب، عن حُيي، عن ابن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: وهو كما قال، فإنه حسن من أجل حُيي وهو ابن عبد اللَّه المعافري مختلف فيه، رُمي بالوهم، ومِنْ وهْمه ذكر "المائدة" في هذا الحديث، والصحيح منه قوله: "سورة الفتح" فقط.
ومِنْ وهْمه أنه لم يذكر في رواية الحاكم في المستدرك (٢/ ٣١١) إلا سورة "المائدة" فقط دون "الفتح"، فالصحيح من قوله سورة الفتح، والمراد بها سورة النصر كما في حديث ابن عباس السابق.
• عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: ٢٨١]
حسن: رواه النسائي في الكبرى (١٠/ ٣٩ - ٤٠) عن الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد فإنه حسن الحديث.
قلت: لا منافاة بين هذه الروايات فالمراد بآية الربا وقوله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وآية الدَّين كما قال بعض أهل العلم، يعني أن هذه الايات ابتداءً من الآية رقم (٢٧٨) إلى الآية رقم (٢٨٢) نزلتْ دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فأخبر كلٌّ بما عنده من العلم، وعبّر كلٌّ بآخر ما نزل.
قال البيهقي في الدلائل (٧/ ١٣٩): "يجمع بين هذه الاختلافات إنْ صحّتْ بأن كلّ واحد أجاب بما عنده".
وقال غيره: "ليس فيه شيء مرفوع وكُلٌّ قال بما ظنّ فأطلقه بعض أهل العلم، وقيّده بعضهم إما بالحكم، وإما بالزمان.
ومثال الآية المقيّدة الحكم الحديث الآتي: