وهذا وهمٌ منه فإن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني لم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له أبو داود وحده غير أنه ثقة، وتسمية الصحابي أو عدم تسميته لا يؤثّر في صحة الحديث.
• عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّ ركْبًا جاءوا إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يشهدون أنّهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم.
حسن: رواه أبو داود (١١٥٧)، والنسائي (١٥٥٦)، والدارقطني (٢٠٠٣) كلهم من حديث شعبة، عن جعفر بن إياس، عن أبي عمير بن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عمير بن أنس بن مالك، كان أكبر ولد أنس بن مالك، واسمه عبد الله، قال ابن سعد: "كان ثقة قليل الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات".
فلا يقبل فيه قول ابن عبد البر بأنه "مجهول".
وقد صحّح هذا الحديث أبو بكر بن المنذر وغيره.
وقال البيهقيّ: "إسناده حسن، وأبو عمر رواه عن عمومة له من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كلّهم ثقات سواء سمّوا أو لم يسمّوا".
وأما ما رواه سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أنّ عمومة له شهدوا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم على رؤية الهلال ... فأخطأ فيه سعيد بن عامر.
ومن طريقه رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣٤٥٦).
قال البيهقي: "تفرد به سعيد بن عامر، عن شعبة. وغلط فيه، وإنما رواه شعبة عن أبي بشر".
وهو كما قال. وقد تابعه على ذلك هشيم بن بشير عند ابن ماجه (١٦٥٣)، وأبو عوانة عند البيهقي، كلاهما عن أبي بشر بإسناده، مثله.
١٨ - باب إيجاب النية للصّوم الواجب قبل طلوع الفجر
• عن حفصة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يبيّت الصّيام من اللّيل فلا صيام له".
صحيح: رواه أبو داود (٢٤٥٤)، وابن خزيمة (١٩٣٣)، والبيهقي (٤/ ٢٠٢) كلّهم من طرق عن عبد الله بن وهب، حدّثني ابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرته.
وهذا إسناد صحيح. ابن لهيعة فيه كلام معروف إلا أنه من رواية أحد العبادلة عنه، كما أنه توبع.
ورواه النسائي (٢٣٣٢)، والترمذي (٧٣٠)، والبيهقي من طرق عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله ابن أبي بكر، بإسناده، مثله.
إلّا أن الترمذي أعلّه فقال: "حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه". "وقد