مثله. وقال: "لم يرو هذا الحديثَ عن نافع إلّا عبد اللَّه بن سليمان، ولا عن عبد اللَّه بن سليمان إلّا عبد اللَّه بن عيّاش، تفرّد به إدريس بن يحيى، ولا يُروى عن ابن عمر إلّا بهذا الإسناد".
قلت: وهو كذلك غير أن رجال الإسناد لا ينزلون عن درجة "الحسن" منهم: إدريس بن يحيى وهو الخولاني المصريّ أبو عمرو، روى عنه عددٌ كبير، سئل عنه أبو زرعة فقال: "رجل صالح من أفاضل المسلمين".
وقال ابن أبي حاتم: "صدوق". انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٦٥).
وكذلك عبد اللَّه بن عيّاش بن عباس، وشيخه عبد اللَّه بن سليمان الطّويل حسنا الحديث.
[٣٥ - باب صعود الملكين بروح المؤمن]
• عن أبي هريرة، قال: "إذا خرجتْ روحُ المؤمن تلقاه ملكان يصعدانه". قال حمّاد: فذكر من طيب ريحها، وذكر المسك.
قال: "ويقول أهل السّماء: روحٌ طيّبة جاءت من قِبل الأرض، صلى اللَّه عليكِ وعلى جسدٍ كنتِ تعمرينه، فيُنطلق به إلى ربِّه عزّ وجلّ، ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل".
قال: "وإنّ الكافر إذا خرجتْ روحُه". قال حمّاد: وذكر من نَتْنِها، وذكر لعنًا. "ويقول أهل السّماء: روح خبيثة جاءتْ من قبل الأرض. قال: فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل".
قال أبو هريرة: فردّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ريطةً، كانت عليه على أنْفه هكذا.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الجنة (٢٨٧٢) عن عبيد اللَّه بن عمر القواريريّ، حدّثنا حمّاد بن زيد، حدّثنا بُديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "ريطة". الرَّيْطَةُ -بفتح الرّاء وإسكان الياء- وهو ثوب رقيق، وقيل هي الملاءة. وكان سببُ ردِّها على الأنف بسبب ما ذكر من نتن ريح روح الكافر. قاله النووي في "شرح مسلم".
[٣٦ - باب ما جاء في شهود الملائكة المحتضر]
• عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرّجلُ صالحًا قالوا: أُخرجي أيّتُها النّفس الطّيّبة كانت في الجسد الطّيّب. . . ".
وفي رواية: "إنّ المؤمن إذا قُبض أتَتْه ملائكةُ الرَّحْمة بحريرة بيضاء، فتقول: اخرجي إلى رَوْح اللَّه فتخرج كأطْيب ريح مسك حتّى إنّهم ليناوله بعضهم بعضًا يشمونه حتى يأتون به باب السّماء. . . وأمّا الكافرُ فيأتيه ملائكة العذّاب بمسح فيقولون: اخرجي إلى