قوله: ، {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} أي: خلفه الله عز وجل في النبوة والحكم، وليس المراد وراثة الأموال والأملاك، فإن الأنبياء لا تورث أموالهم كما جاء في الصحيح:
• عن عائشة أم المؤمنين أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردن أن يبعثْن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق، فيسألنه ميراثهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت لهن عائشة: أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة؟ ".
متفق عليه: رواه مالك في الكلام والغيبة والتقى (٢٧) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاري في الفرائض (٦٧٣٠)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٥٨) كلاهما من طريق مالك به.
قوله:{فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} فهو سبحانه غني عن العباد كلهم، وليس مفتقرا إليهم في شيء، والخلق كلهم يحتاجون إليه، وقد جاء في الصحيح:
• عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. ياعبادي، إنكم تخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضَرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي