مكية إلا هذه الآيات فإنها نزلت بالمدينة، ويؤيّده ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٦٥٧٤) عن يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن أبي الحسن البرّاد قال: لما نزلت هذه الآية: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله، أنزل الله هذه الآية، وهو يعلم أنا شعراء فقال:"اقرؤوا ما بعدها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أنتم {وَانْتَصَرُوا} أنتم". وهؤلاء الشعراء من أنصار المدينة إلا أن إسناده مرسل فإني لم أقف من ذكر أبا الحسن البرّاد وهو مولى تميم الداري من الصحابة.
• عن كعب بن مالك، أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل، فقال:"إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأن ما ترمونهم به نضح النبل".
صحيح: رواه أحمد (٢٧١٧٤)، والطبراني في الكبير (١٩/ ٧٥)، وصحّحه ابن حبان (٥٧٨٦) كلهم من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن البراء قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان:"اهجهمْ أو هاجهمْ وجبريل معك".
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٦) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: فذكره.
• عن أبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن من الشعر حكمة".
صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦١٤٥) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان بن الحكم، أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، أخبره أن أبي بن كعب أخبره، فذكره.