إسماعيل بن عبيدالله، عن كريمة بنت الحَسْحَاس قالت: سمعت أبا هريرة يقول فذكر الحديث، وصحَّحه الحاكم (١/ ٣٨٣) ورواه من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي.
قلت: وإسناده حسن فإن كريمة بنت الحَسْحاس لم يرو عنها غير إسماعيل بن عبد الله، ولم يوثقه إلا ابن حبان، إلا أن البخاري ذكر حديثا لها في كتاب التوحيد معلقًا فاكسبت بذلك الثقة، والحق أنها حسن الحديث، لأنه لم تتوفر فيها شروط الصحة.
وفي الباب ما رُوي عن جنادة بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث من أمر الجاهلية لن يدعهن أهل الإسلام أبدًا: الاستمطار بالكواكب، وطعنا في النسب، والنياحة".
رواه البزّار "كشف الأستار" (٧٩٧)، والطبراني في "الكبير" (٢/ ٣١٧) كلاهما من طريق يحيي ابن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة بن مالك عن أبيه، عن جده جنادة بن مالك فذكره، واللفظ نلبزار، ولفظ الطبراني قريب منه.
وفيه مصعب بن عبيدالله قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٣): "لم أجد من ترجم مصعبًا، ولا أباه".
قلت: ذكرهما البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٣٥٣, ٥/ ٣٧٥) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٠٦, ٥/ ٣١٠) ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا، فهما في عداد المجهولين، ولذا قال البخاري: "في إسناده نظر".
وفي الباب عن عمرو بن عوف وسلمان الفارسي والعباس بن عبد المطلب وغيرهم وهي كلها ضعيفة.
[٣ - باب تبرؤ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصالقة والحالقة والشاقة]
• عن أبي بردة بن أبي موسى قال: وُجع أبو موسى وجَعًا فغُشي عليه، ورأسُه في حجْرِ امرأةٍ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا برئٌ ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة والحالقة والشّاقة.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٠٤) كلاهما عن الحكم ابن موسي القنطري، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن القاسم بن مُخيمِرة حدَّثه قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا بَرِئٌ ممن حلق وسلق وخرق".
والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة.
والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة.
والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة.
• عن أبي بردة قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال: إذا انطلقتم بجنازتي فأسْرِعوا المشيَ، ولا تُتْبعني بمجمر، ولا تجعلوا في لحدي شيئًا يحول