١٤٩) كلّهم من طريق أبي توبة، حَدَّثَنَا معاوية بن سلّام، عن زيد بن سلّام، أنه سمع أبا سلّام قال: حَدَّثَنِي السلولي أبو كبشة، أنه حدَّثه سهل بن الحنظلية فذكره. وهذا إسناد صحيح.
وقال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشّيخين غير أنهما لم يخرجا مسانيد سهل بن الحنظلية لقلة رواية التابعين عنه، وهو من كبار الصّحابة".
وأمّا الحافظ ابن حجر فحسّنه في الفتح (٨/ ٢٧) ولا أعرف وجه تحسينه، ورجاله كلّهم ثقات ضابطون.
[٦ - باب استعارة الدروع من صفوان بن أمية]
• عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار إلى حنين، فذكر الحديث وفيه: ثمّ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا عنده مائة درع، وما يصلحها من عدلها، فقال: أغصبًا يا محمد؟ فقال: "بل عارية مضمونة، حتَّى نؤديها عليك".
حسن: رواه البيهقيّ (٦/ ٨٩) عن الحاكم (٣/ ٤٨ - ٤٩) من طريق محمد بن إسحاق، حَدَّثَنِي عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر فذكره مختصرًا، وأورده الحاكم مطولًا كما مضى.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث وللحديث شواهد ذكرتها في كتاب البيوع.
٧ - باب شجاعة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين
• عن البراء بن عازب وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ فقال البراء: ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفر، وكانت هوازن يومئذ رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسّهام، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذٌ بلجامها وهو يقول:
أنا النَّبِيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب.
وفي رواية: أما أنا أشهد على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣١٧) ومسلم في الجهاد والسير (٨٠: ١٧٧٦) كلاهما عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر غندر، حَدَّثَنَا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء وسأله رجل من قيس فذكره.
هذا موقف عظيم من النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يدل على ثقته بالله عَزَّ وَجَلَّ، والتوكل عليه، وهو على بغلة ليست سريعة الجري، يركضها إلى وجوههم، وهذا أكبر دليل على نبوته - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى كما