للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلموا أن الله عز وجل قد جعل له مأوى ومنعة ولأصحابه، وبلغهم إسلام من أسلم، ورأوا من يخرج إليهم من المهاجرين، فأجمعوا أن يقتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو يثبتوه فقال الله عزو جل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: ٣٠] وبلغه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم الذي أتى فيه أبا بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه، فضهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل قبل الغار غار ثور، وهو الغار الذي ذكر الله عز وجل في الكتاب، وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواري عنه، وباتت قريش يختلفون ويأتمرون: أيهم يجثو على صاحب الفراش فيوثّقه، فكان ذلك أمرهم حتى أصبحوا، فإذا هم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فسألوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرهم أنه لا علم له به، فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فارًّا منهم، فركبوا في كل وجه يطلبونه".

أخرجه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤٦٦) هكذا مرسلًا من الزهري.

وأما ما روي عن ابن عباس في حديث طويل وجاء فيه: وشرى عَلِيٌّ نفسه؛ لبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه، قال: فكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر، وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، فقال: يا نبي الله، قال: فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. قال: وجعل علي يُرمى بالحجارة كما كان يُرمى نبي الله وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر، وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك. فهو ضعيف.

رواه أحمد (٣٠٦١) والحاكم (٣/ ٤) كلاهما من طريق أبي عوانة عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس فذكره في حديث طويل عند أحمد. واختصر الحاكم وقال: صحيح الإسناد، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ.

وفيه أبو بلج واسمه يحيى بن سليم قال فيه البخاري: فيه نظر.

والحديث الطويل الذي أخرجه أحمد في بعض ألفاظه نكارة ظاهرة.

[١٣ - باب النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه في الغار في جبل ثور]

قال الله عز وجل: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠].

• عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما".

متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٦٥٣) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨١) كلاهما من حديث همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر، فذكره.

أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في الغار ثلاث ليال ليسكن الطلب عنهما. وذلك لأن المشركين

<<  <  ج: ص:  >  >>