متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٨٧)، ومسلم في فضائل الصحابه (٢٤٢٦: ٦٣) من طريقين عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول .. فذكره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اجتماع القوة والأمانة في الناس قليل؛ ولهذا كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة. فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها. فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضررا فيها؛ فيقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع - وإن كان فيه فجور - على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أمينا كما سئل الإمام أحمد: عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف مع أيهما يُغزى؟ فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه؛ وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيُغزى مع القوي الفاجر، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". وروي "بأقوام لا خلاق لهم". هان لم يكن فاجرًا كان أولى بإمارة الحرب ممن هو أصلح منه في الدين إذا لم يسد مسده. ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم وقال:"إن خالدًا سيفٌ سلّه الله على المشركين". مع أنه أحيانا قد كان يعمل ما ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأمّر النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل - استعطافا لأقاربه الذين بعثه إليهم - على من هم أفضل منه. وأمّر أسامة بن زيد لأجل طلب ثأر أبيه. وكذلك كان يستعمل الرجل لمصلحة راجحة مع أنه قد كان يكون مع الأمير من هو أفضل منه في العلم والإيمان". مجموع الفتاوى (٢٨ - ٢٥٤ - ٢٥٦).
[٢٠ - باب إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر]
• عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا، فقال لرجل ممن يدعي؟ بالإسلام: "هذا من أهل النار"، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفا: "إنه من أهل النار"، فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إلى النار"، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدًا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فقال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله"، ثم أمر بلالا فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٦٢)، ومسلم في الإيمان (١١١) كلاهما من