ورواه ابن ماجه (٢٦١١) عن محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد به، بلفظ: "خمس مئة عام".
وعبد الكريم لم يرد منسوبا، فمن المحتمل أن يكون ابن أبي المخارق، وهو ضعيف، فإنه من شيوخ سفيان وتلاميذ مجاهد، وقيل: هو الجزري وهو ثقة.
وعلى كل حال قوله: "خمس مئة عام" غير محفوظ، وقوله: "سبعين عاما" هو المحفوظ، وهو الذي تشهد له الأحاديث الأخرى.
وأما اختلاف الروايات في ذكر الأربعين أو السبعين أو المائة فلعل ذلك يعود إلى تنوع الرائحة وقوتها وخفتها.
وقال العراقي: "الجمع بين هذه الروايات يختلف باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم". (انظر: فتح الباري ١٢/ ٢٦٠).
١٢ - باب ما جاء في لَبنة الجنة
• عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول اللَّه، حدّثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: "لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه".
حسن: رواه أحمد (٨٠٤٣)، وعبد بن حميد (١٤٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٨٧) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا أبو مجاهد سعد الطائي، حدّثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي المدلة فإنه حسن الحديث، فقد وثقه ابن ماجه، وذكره ابن حبان في الثقات، والكلام على أبي المدلة مبسوط في كتاب الصيام.
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بناء الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة".
حسن: رواه أحمد (٨٧٤٧) والبزار - كشف الأستار (٣٩٠٥)، والطبراني في الأوسط (٢٥٥٣) وأبو نعيم في صفة الجنة (١٣٧) كلهم من طرق عن عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لأحمد، وزاد البزار: "وملاطها المسك".
وإسناده حسن من أجل عمران القطان؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه، وقد توبع عليه أيضًا.
رواه البيهقي في البعث والنشور (٢٥٧) من طريق محمد بن المنهال، أنبأ يزيد بن زريع، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به نحوه. وزاد: "ترابها زعفران".