جموعهم، فخرج فأغذّ السير ونكب عن سَنن الطريق وسبق الأخبار وانتهى إلى أدنى قطن، فأغار على سرح لهم فضموه وأخذوا رعاء لهم مماليك ثلاثة، وأفلت سائرهم فجاءوا جمعَهم فحذروهم فتفرقوا في كل ناحية، ففرق أبو سلمة أصحابه ثلاث فرق في طلب النَعَم والشاء فآبوا إليه سالمين قد أصابوا إبلا وشاء ولم يلقوا أحدًا فانحدر أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة. الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٥٠).
[٣ - سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بعرنة في محرم سنة أربع]
ثم سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة خرج من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنه بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن سفيان بن خالد الهذلي ثم اللحياني وكان ينزل عرنة وما والاها في ناس من قومه وغيرهم قد جمع الجموع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أنيس ليقتله فقال: صفه لي يا رسول الله! قال: إذا رأيته هبته وفرقت منه وذكرت الشيطان قال: وكنت لا أهاب الرجال واستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم فأذن لي فأخذت سيفي وخرجت أعتزي إلى خزاعة حتى إذا كنت ببطن عرنة لقيته يمشي ووراءه الأحابيش ومن ضوى إليه فعرفته بنعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهبته فرأيتني أقطر فقلت: صدق الله ورسوله، فقال: من الرجل، فقلت: رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك، قال: أجل إني لأجمع له، فمشيت معه وحدثته واستحلى حديثي حتى انتهى إلى خبائه وتفرق عنه أصحابه حتى إذا هدأ الناس وناموا اغتررته فقتلته وأخذت رأسه ثم دخلت غارًا في الجبل وضربت العنكبوت علي، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئًا فانصرفوا راجعين. ثم خرجت فكنت أسير الليل وأتوارى بالنهار حتى قدمت المدينة فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فلما رآني قال: أفلح الوجه، قلت: أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعت رأسه بين يديه وأخبرته خبري فدفع إلي عصًا، وقال: تخصر بهذه في الجنة، فكانت عنده فلما حضرته الوفاة أوصى أهله أن يدرجوها في كفنه، ففعلوا وكانت غيبته ثماني عشرة ليلة وقدم السبت لسبع بقين من المحرم. ذكره ابن سعد في الطبقات (٢/ ٥٠ - ٥٢).
واختلف في اسم هذا الرجل فقيل: خالد بن سنميان، وقيل: سفيان بن خالد، وقيل: غير ذلك. وقوله:"عرنة" اسم لواد يمر بطرف عرفة.
• عن عبد الله بن أنيس قال: دعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"إنَّه قد بلغني أنَّ خالد بن سفيان بن نُبَيح الهُذَلي، يجمَعُ لي الناس ليغزُوَني وهو بعُرَنة، فأْتِهِ فاقتُلْه" قال: قلتُ: يا رسول الله! انعتْهُ لي حتَّى أعرفَه، قال:"إذا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لهُ إقْشَعْريرةً". قال: فخرجتُ متوشِّحًا بسيفي حتَّى وقعتُ عليه، وهو بعُرَنَة مِع ظُعُنٍ يرتادُ لهن منزلًا، وحين كان وقتُ العصر، فلما رأيتُه وجدتُ ما وصف لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من