• عن عائشة، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: نعم الأدم أو الإدام - الخلُّ".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٥١) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ، أخبرنا يحيى بن حسان، أخبرنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة .. فذكرته.
وأمّا ما رُوي عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل عندكم شيء؟ " فقلت: لا إِلَّا كسرٌ يابسة وخلٌّ، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قرّبيه فما أفقر بيت من أدم فيه خلٌّ" فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (١٨٤١) عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا ابن عَيَّاش، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن الشعبيّ، عن أم هانئ بنت أبي طالب .. فذكرته.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث أم هانئ إِلَّا من هذا الوجه".
قلت: وإسناده ضعيف من أجل أبي حمزة الثُّماليّ، واسمه ثابت بن أبي صفية الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم، فقد ضعَّفه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، والنسائي وابن عدي، وابن حبَّان وغيرهم.
١٢ - باب ما جاء في الائتدام بالإهالة السَّنخة
• عن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الإسلام ما بقينا أبدًا
قال: يقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم:
اللَّهُمَّ إنه لا خير إِلَّا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجره.
قال: يؤتون بملء كفي من الشعير، فيصنع لهم بإهالةٍ سنخةٍ توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منتن.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٠١) عن أبي معمر، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس .. فذكره.
ورواه مسلم في الجهاد والسير (١٨٠٥) من وجوه أخرى عن أنس مختصرًا.
وقوله: "بإهالة": الدهن الذي يؤندم به سواء كان زيتا أو سمنا أو شحما. وقيل: هو ما أصاب من الألية والشحم وقيل: الاسم الجامد.
وقوله: "سنخة": المتغيرة الريح من قدمها.
• عن أنس قال: ولقد رهن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - درعه بشعير، ومشيتُ إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بخبز