أمّا أوّل أشراط السّاعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كبد حوتٍ، وإذا سبق ماءُ الرّجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعت". قال: أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّك رسول اللَّه. يا رسول اللَّه، إنّ اليهود قومٌ بُهْتٌ وإنّهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني. فجاءت اليهودُ فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيُّ رجل عبد اللَّه فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيدنا. قال:"أرأيتُمْ إنْ أسلم عبد اللَّه بن سلام؟ ". فقالوا: أعاذه اللَّه من ذلك. فخرج عبد اللَّه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمّدًا رسول اللَّه. فقالوا: شرّنا وابن شرنا وانتقصوه. قال: فهذا الذي كنتُ أخاف يا رسول اللَّه".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٠) عن عبد اللَّه بن منير، سمع عبد اللَّه بن بكر، حدّثنا حميد، عن أنس، فذكره.
١٤ - باب ما جاء في أنّ جبريل كان وليًّا للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وولي جميع الأنبياء
• عن عبد اللَّه بن عباس: "حضرتْ عصابةٌ من اليهود نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثْنا عن خلال نسألُكَ عنهن لا يعلمهنّ إلَّا نبيٌّ قال:"سَلُوني عمّا شِئْتُم، ولكنِ اجعلوا لي ذمّة اللَّه وما أخذ يعقوب عليه السّلام على بنيه لئن حدّثتكم شيئًا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام". قالوا فذلك لك. قال:"فسلوني عمّا شئتم". قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهنّ: أخبرنا أيّ الطعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التّوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل كيف يكون الذّكر منه؟ وأخبرنا كيف هذا النّبي الأمي في النّوم ومن وليه من الملائكة؟ قال:"فعليكم عهد اللَّه وميثاقه لئن أنا أخبرتكم لتتابعني". قال: فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال: فأنشدكم بالذي أنزل التوراة علي موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب عليه السلام مرض مرضًا شديدًا وطال سقمه فنذر للَّه نذرًا لئن شفاه اللَّه تعالى من سقمه ليحرمنّ أحبَّ الشّراب إليه وأحبَّ الطّعام إليه وكان أحبّ الطّعام إليه لحمان الإبل، وأحبّ الشّراب إليه ألبانها؟ ". قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد عليهم. فأنشدكم باللَّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة علي مومني هل تعلمون أنّ ماء الرّجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن اللَّه، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن اللَّه، وإن علا ماء المرأة على ماء الرّجل كان أنثى بإذن اللَّه؟ ". قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم