وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن مسلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.
ورواه أيضا من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به، وزاد: "ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
ورواه أحمد (١٨٩٣٥) عن يزيد بن هارون به كاملا.
٧ - باب قوله: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧)}
قوله: {وَتَرْهَقُهُمْ} أي تعتريهم، وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها. كما قال تعالى في سورة الشورى [٤٥]: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}.
٨ - باب قوله: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٧)}
قوله: {تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي أنه مصدقا للكتب السابقة بأنها من عند الله من حيث الجملة، وإن كان وقع فيها من التحريف والتغيير، ومع ذلك فيها من الأخبار مايصدقها القرآن مثل البشارة ببعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصفاته وأخلاقه.
قوله: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ} أي الكتب كلها؛ لأن تعريف الكتاب تعريف الجنس، فيستغرق جميع الكتب. ومعنى كون القرآن تفصيلا لها: أنه مبين لما جاء مجملا في الكتب السالفة من الأحكام والأخبار، وناسخا لما لا مصلحة للناس في دوام حكمه، ودافعا للمتشابهات التي ضل فيها أهل الكتاب، ومبينا ومميزا عما زيد فيها، وأسيء فهمها.
٩ - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤)}
لأنه في جميع أعماله متفضل عادل، وجاء في الصحيح:
• عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي! إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا