وابن حبان (١٤٤٤)، والحاكم (١/ ١٥٨) كلهم من طريق إسرائيل بن يونس، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقال الترمذي: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة".
وقال أيضًا: "ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح؛ فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه، وقد ذكر سماع أبيه من عائشة".
قلت: إسناده حسن من أجل يوسف بن أبي بردة، فقد وثّقه العجلي وابن حبان والحاكم، ولم يعرف فيه جرح فمثله يحسن حديثه.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الطهارة.
[٣ - باب ما يقول: إذا أراد أن يتوضأ]
• عن أنس قال: طلب بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل مع أحدٍ منكم ماءٌ؟ ". فوضع يده في الماء ويقول: "توضؤوا باسم الله"، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتَّى توضؤوا من عند آخرهم. قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: نحوًا من سبعين.
صحيح: رواه النسائي (٧٨) وأحمد (١٢٦٩٤) وصحّحه ابن خزيمة (١٤٤) كلهم من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٥٣٥) - قال: حدَّثنا معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس فذكر مثله.
واستدل به النسائي وابن خزيمة على مشروعية التسمية عند الوضوء وبوّبا به. وأصل القصة في الصحيحين بدون ذكر التسمية وهو مذكور في دلائل النبوة.
وقال البيهقي بعد أن أخرج الحديث: "إنه أصح ما في التسمية" السنن الكبرى (١/ ٤٣).
وأما ما رُوِي عن أبي هريرة، وعائشة، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وأسماء بنت سعيد بن زيد عن أبيها من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" فكلها معلولة؛ ولذا قال الإمام أحمد بن حنبل: "لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيّد".
[٤ - باب ما يقال بعد الفراغ من الوضوء]
• عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءتْ نوبتي، فروَّحتُها بعشِيٍّ، فأدركتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يحدِّث الناس، فأدركت من قوله: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلَّا وجبتْ له الجنة". قال: فقلت: ما أجودَ هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجودُ،