وحديثه عند مسلم مقرون.
وشيخه سلمة بن وهرام مختلف فيه فوثقه أبو زرعة، وضعّفه أبو داود، وهو حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
[٤ - باب ما يقال إذا وافق ليلة القدر]
• عن عائشة، قالت: قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهمّ! إنّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّي".
صحيح: رواه الترمذي (٣٥١٣)، وابن ماجه (٣٨٥٠) كلاهما من حديث كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه الإمام أحمد (٢٥٣٨٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٢) (٨٧٣) (٨٧٤)، والحاكم (١/ ٥٣٠)، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (١١٣) كلّهم من هذا الطريق.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وقال الترمذي: "حسن صحيح" وصحّحه النووي في "الأذكار". ولكن قال النسائي: "مرسل".
ونقل الدارقطني في "السنن" (٣٥٥٧) في كتاب النكاح عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة، قالت: جاءت امرأة تريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تلقه، فجلستْ تنتظره حتى جاء ... ".
وقال: "هذه كلّها مراسيل، ابن بريدة لم يسمع من عائشة".
هكذا نقله عنه أيضًا ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وفي "إتحاف المهرة" وجاء في المطبوعة في آخره: "شيئًا".
وذكر الدارقطنيّ في "العلل" (٣٨٦٠) حديث الباب وذكر الخلاف الذي وقع في إسناده، ولم يحكم عليه بالإرسال أو الانقطاع. وإنما قال فقط: "الصحيح عن ابن بريدة، عن عائشة".
ثم رواه أيضًا سليمان بن بريدة عن عائشة، فذكرت مثله.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٧) من وجه آخر عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عنه، وقد رُوي أيضًا عنها موقوفًا من وجه آخر بإسناد صحيح.
وبمجموع هذه الأسانيد يحسّن هذا الحديث، وقد سبق أن صحّحه الترمذي، وبناء عليه ردّ الحافظ ابن حجر دعوى عدم سماع عبد الله بن بريدة من عائشة. والله تعالى أعلم
[٥ - باب ما جاء في ليلة القدر أنها في العشر الأواخر]
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُريتُ ليلة القدر، ثم أيقظني بعضُ أهلي، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في العشْر الغوابر".