الجوزجاني والعقيلي والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم. قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة، ولا سعيد، ولا الزهري" انتهى.
وقال ابن عدي في الكامل (٤/ ١٠٠٤): "سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: روح بن جناح ذكر عن الزهري حديثا معضلا في البيت المعمور".
ثم رواه من طريق هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو سعد، ثنا روح بن جناح بإسناده نحوه، ثم قال: "ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح عن الزهري" انتهى.
٣ - باب قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (٢١)}
هذا من فضل الله على ذرية المؤمنين أن الله يرفع درجاتهم في الجنة من أجل آبائهم، فيلحقهم بهم وإن لم يبلغوا منازلهم، وجاء في الحديث أن الله يرفع درجات الآباء في الجنة من أجل دعاء الأبناء واستغفارهم لهم.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب! أنى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك" وفي لفظ: "بدعاء ولدك لك".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٦٦٠)، وأحمد (١٠٦١٠)، والبزار (٩٠٢٤) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
واللفظ لأحمد، والرواية الثانية للبزار.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
٤ - باب قوله: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠)}
• عن عبد الله بن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال قائل منهم: احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور: ٣٠].
حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ١٣٤، ١٣٥) عن سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثني أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إسحاق وهو صدوق حسن الحديث لكنه مدلس وقد عنعن، وقد زالت شبهة تدليسه لكونه قد صرَّح بالتحديث في رواية أخرى عند الطبري في تاريخه (٢/ ٣٧٠)