آلاف، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها: عكرمة بن أبي جهل.
وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرماة، وهم خمسون رجلًا، انضحوا عنا الخيل بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا. سيرة ابن إسحاق (٥٠٤)
[٦ - باب اختيار النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا دجانة لمنحه السيف ليقاتل به المشركين]
• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا السيف بحق؟ " فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا قال: "فمن يأخذه بحقه؟ " قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرَشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٤٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس فذكره.
وكان أبو دجانة رجلًا شجاعًا يختال عند الحرب إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء فاعتصب بها على الناس أنه سيقاتل، فلما أخذ السيف من يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرج عصابته تلك، فعصب بها رأسه، وجعل يتبختر بين الصفين.
قال محمد بن إسحاق: فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله، إلا في مثل هذا الموطن".
ابن إسحاق في سيرته (٥٠٥) وسيرة ابن هشام (٢/ ٦٧).
وفيه رجل لم يسم، وسماه البيهقي في الدلائل (٣/ ٢٣٣) بأنه معاوية بن معبد بن كعب بن مالك إلا أنه معضل.
وأما ما رُوي عن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفًا يوم أحد فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟ " فقمت فقلت: أنا يا رسول الله ... ذكر الحديث بطوله. فهو ضعيف.
رواه البزار - كشف الأستار (١٧٨٧) والبيهقي في الدلائل (٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣) كلاهما من حديث عمرو بن عاصم الكلابي، قال: حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام فذكره.
قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا الزبير، ولا نعلمه إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن الوازع.
قلت: عبيد الله بن الوازع بن ثور الكلابي البصري مجهول، لم يوثّقه أحد، ولم يرو عنه إلا ابن ابنه عمرو بن عاصم الكلابي، ولم يذكر ابن حبان في ثقاته.