للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٦ - باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر]

• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٤٨)، ومسلم في الإيمان (٦٤) كلاهما من حديث شعبة، عن زُبيد، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكر الحديث.

قال زُبيد: فقلت لأبي وائل: أنت سمعت من عبد اللَّه يرويه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: نعم.

وقوله: "قتاله كفر" قال البغويّ في شرح السنة (١٣/ ١٣٠): "إنّما هو على أن يستبيح دمه، ولا يرى الإسلام عاصمًا لدمه، فهذا منه ردّة وحقيقة كفر. وقد يجعل ذلك على تشبيه أفعالهم بأفعال الكفار دون حقيقة الكفر، إذا قتله غير مستبيح لدمه، كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض" أي لا تكونوا من الذين عادتهم ذلك" انتهى.

٤٧ - باب بيان معنى قول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفَّارًا"

• عن جرير، أن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له في حجّة الوداع: "استنصت الناس" فقال: "لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رقاب بعض".

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٢١)، ومسلم في الإيمان (٦٥) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرني عليّ بن مُدركة، عن أبي زرعة، عن جدّه جرير، فذكره، ولفظهما سواء.

وجرير هو: ابن عبد اللَّه البجليّ، وهو جدّ أبي زرعة الراوي عنه، أي أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجليّ.

قوله: "يضربُ" هو بضم الباء في الروايات، والمعنى: لا تفعلوا فعل الكفّار فتشبهوهم في حالة قتل بعضهم بعضًا. قاله الحافظ في "الفتح" (١/ ٢١٧).

• عن ابن عمر، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ويلكم أو ويحكم -قال شعبة: شك هو- لا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضربُ بعضكم رقاب بعض".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦١٦٦)، ومسلم في الإيمان (٦٦) كلاهما من حديث شعبة، عن واقد بن محمد، أنه سمع أباه يحدّث عن عبد اللَّه بن عمر، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.

٤٨ - باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء

• عن زيد بن خالد الجهنيّ، أنه قال: صلَّى لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الصُّبح بالحديبيّة على إثر سماء كانت من اللَّيل. فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: أتدرون ماذا قال ربُّكم؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي. فأمَّا من قال: مطرنا بفضل اللَّه ورحمته، فذلك مؤمن بي، كافر

<<  <  ج: ص:  >  >>