• عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، قال: دفع إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنة أم سلمة، وقال:"إنما أنت ظئري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته، فقال:"ما فعلت الجارية، أو الجويرية؟ " قال: قلت: عند أمها، قال:"فمجيء ما جئت؟ "، قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال:"اقرأ عند منامك {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} " قال: "ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك".
حسن: رواه أحمد (٢٣٨٠٧)، والترمذي (٣٤٠٣ م)، وصححه الحاكم (١/ ٥٦٥) من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه قال: فذكره. واللفظ لأحمد والحاكم، وأحال الترمذي على حديث قبله.
ورواه أبو داود (٥٠٥٥)، وصحّحه ابن حبان (٧٩٠)، والحاكم (٢/ ٥٣٨) من طرق عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق به نحوه. وإسناده حسن من أجل فروة بن نوفل فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب الأذكار.
يقال في سبب نزول هذه السورة إن كفار مكة طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعبد أوثانهم سنة، وهم يعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة. وأمر رسوله أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} في الماضي {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}، في المستقبل، ولذا قال:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} في الحال، وعليه نستمر إلا من شرح الله صدره للإسلام، فيُسْلم، ويعبد ما أعبد، ويترك أوثانكم.
قوله:{وَالْفَتْحُ} لا خلاف بين أهل العلم أن المراد بالفتح ههنا فتح مكة، فإن أحياء العرب كانت تلوّمُ بإسلام أهل مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في