قوله:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} أي: أنهم لا يقرون بهذا الاسم لله تعالى، ويأنفون من وصف الله بالرحمن والرحيم، فقد رفض المشركون يوم الحديبية أن يكتبوا:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" كما جاء في الصحيح:
• عن المسور بن مخرمة ومروان - يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه - قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية ... وفيه: فجاء سهيل بن عمرو، فقال: هات، اكتب بيننا وبينكم كتابا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". قال سهيل: أما الرحمن، فوالله! ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب باسمك اللهم. كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب باسمك اللهم ... " الحديث.
صحيح: رواه البخاري في الشروط (٢٧٣١ - ٢٧٣٢) عن عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: أخبرني الزهري، قال أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان، فذكراه.
قوله:{أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} أي نعيم الجنة من المطاعم والفواكه والمشارب والسكن المريح والظل وغيرها ليس لشيء منها انقطاع ولا فناء، كما جاء في الصحيح:
• عن عبد الله بن عباس قال: خسفت الشمس، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وفيه: قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناول شيئا في مقامك، ثم رأيناك تكعكعت. قال:"إني أريت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا" الحديث.
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الخسوف (٤٤٥) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، فذكره في حديث طويل.