يده في لحيته، ثم جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتح فاه، فيدخل فاه في فيه، ثم قال: "اللهم إني أُحِبُّه فأَحِبَّه وأَحِبَّ من يحبه".
حسن: رواه أحمد (١٠٨٩١) والبخاري في الأدب المفرد (١١٨٣) وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٥) كلهم من طريق هشام بن سعد، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد المدني فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
والقصة صحيحة ثابتة أخرجها الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر عن أبي هريرة، وليس فيها ذكر الاحتباء والله أعلم بالصواب.
• عن قيلة بنت مخرمة أنها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قاعد القُرفُصاء، قالت: فلما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتخشع في الجلسة، أرعدت من الفرق.
حسن: رواه أبو داود (٤٨٤٧) والترمذي في الشمائل (١٢٠) والبخاري في الأدب المفرد (١١٧٨) كلهم من طريق عبد الله بن حسان العنبري، حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة، ودحيبة بنت عليبة -وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة- أنهما أخبرتهما قيلة قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن حسان فإنه روى عنه كبار الأئمة، ووثقه ابن حبان. وقال الذهبي: ثقة.
وحسّنه أيضا ابن حجر في الفتح (٣/ ١٥٥).
قوله: "القُرفُصاء" بضم القاف والفاء ومعناه: أن يجلس الرجل على إليتيه، ويلصق ببطنه ويضع يديه على ساقيه.
قوله: "المتخشع" أي الخاشع المتواضع.
قوله: "أرعدت من الفرق" أي أخذتني الرعدة من الحذف والرعب.
وبمثله رُوي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس احتبى بيديه. رواه أبو داود (٤٨٤٦) والترمذي في الشمائل (١٢٢) والبيهقي (٣/ ٢٣٦) كلهم من طريق عبد الله بن إبراهيم المدني، حدثنا إسحاق بن محمد الأنصاري، عن ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن جده أبي سعيد الخدري قال: فذكره وإسناده ضعيف جدًّا.
عبد الله بن إبراهيم الغفاري المدني متروك، وبه أعله أبو داود فقال: شيخ منكر الحديث. وإسحاق بن محمد الأنصاري قال الحافظ: مجهول تفرد عنه الغفاري.
[٢٢ - باب ما جاء في نوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
• عن أبي قتادة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في سفر، فعرس بليل، اضطجع على يمينه، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعيه، ووضع رأسه على كفه.