للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٤ - تفسير سورة إبراهيم وهي مكية، وعدد آياتها ٥٢]

١ - باب قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤)}

أي: هذه سنة الله في خلقه أنه ما بعث نبيا في أمة إلا أن يكون بلغتهم، فاختص كل نبي بإبلاغ رسالته إلى أمته دون غيرهم، واختص محمد بن عبد الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعموم الرسالة إلى سائر الناس، كما ثبت في الصحيح:

• عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".

متفق عليه: رواه البخاري في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١) كلاهما من طريق هشيم، قال: أخبرنا سيار، قال: حدثنا يزيد بن صهيب الفقير، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله، فذكره.

• عن ابن عباس قال: إن الله فضل محمدا - صلى الله عليه وسلم - على الأنبياء عليهم السلام، وعلى أهل السماء. فقالوا: يا ابن عباس! بم فضّله على أهل السماء؟ قال: إن الله قال لأهل السماء: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء: ٢٩ [وقال الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [سورة الفتح: ١ - ٢]. قالوا: فما فضله على الأنبياء عليهم السلام؟ قال: قال الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} وقال الله عز وجل لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة سبأ: ٢٨]، فأرسله إلى الجن والإنس.

حسن: رواه الدارمي (٤٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٣٩ - ٢٤٠)، والحاكم (٢/ ٣٥٠)، والبيهقي في الدلائل (٥/ ٤٨٦ - ٤٨٧) كلهم من حديث الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

وإسناده حسن من أجل الحكم بن أبان؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

وصحّحه الحاكم وقال: الحكم بن أبان قد احتج به جماعة من أئمة الإسلام، ولم يخرجه الشيخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>