جندب" انتهى.
وقاموس أبو ظبيان تكلم فيه جمهور أهل العلم فقال الإمام أحمد: "ليس بذاك"، وقال النسائي: "ليس بالقوي ضعيف"، وقال ابن سعد: "فيه ضعف ولا يحتج به"، وقال ابن حبان: "كان رديء الحفظ ينفرد عن أبيه بما لا أصل له".
قلت: ولعل قوله: "فأقبل عليهم بوجهه" مما انفرد به، وليس له أصل، لأن من المستحب أن يتوجه إلى القبلة عند الدعاء.
وكذلك ما رُوي عن بشير بن الخصاصية قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحقته بالبقيع، فسمعتُه يقول: "السلام على أهل الديار من المؤمنين" فانقطع شِسْعِي فقال لي: "أتَعِسَ قدمُك؟ " قلت: يا رسول الله! طالت عُزوبتي، ونأيْتُ عن دار قومي، فقال: "يا بشير! ألا تحمدِ الله الذي أخذ بناصيتِك للإسلام من بين ربيعة، قوم يَرَون أن لولاهم لائُتَفَكَتِ الأرضُ بمن عليها" فهو منكر.
رواه الطبراني في "الأوسط" (٢٨٧٠) واللفظ منه، وفي "الكبير" (٢/ ٣٣) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، وعبيد العجلي، قالا: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، ثنا عقبة بن المغيرة الشيباني، قال: ثنا إسحاق بن أبي إسحاق الثياني، عن أبيه، عن بشير بن الخصاصية فذكره.
قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه، تفرد به عقبة، ولا يُروى عن بشير إلا بهذا الإسناد.
قلت: عقبة بن المغيرة وشيخه إسحاق بن أبي إسحاق ترجمهما البخاري، وابن أبي حاتم ولم يقولا فيهما شيئًا، فهما في عداد المجهولين، ولذا لا يحتمل تفردهما، وفي بعض لفظ الحديث نكارة.
وأما قول الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٦٠): "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ورجاله ثقات" فهو اعتمادًا على ذكر ابن حبان عقبة وإسحاق في "الثقات".
[٤ - باب رفع اليدين عند الدعاء لأصحاب القبور]
• عن عائشة قالت: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات.
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٤: ١٠٣) عن هارون بن سعيد الأبلي، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس أنه قال: سمعت عائشة تقول: فذكر الحديث بطوله وهو مذكور في باب الأدعية لأصحاب القبور.
ولا يشترط عند السلام على أصحاب القبور، والدعاء لهم استقبال القبلة، بل يسلم عليهم ويدعو لهم متوجهًا إليهم حيث ما كان، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرنا بذلك، وقد ثبت أنه كان يُكثر زيارة البقيع، ولم ينقل إلينا أنه كان يستقبل القبلة عند السلام على أصحابها والدعاء لهم، كما لا يشترط عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه والدعاء لهم استقبال القبلة باتفاق أهل العلم