أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، ورجل من الأنصار يُكَنَّى أبا زيد.
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٣) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٥: ١٢٠) كلاهما من طريق عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، حدّثنا قتادة، قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآنَ؟ فذكره.
قوله: "جمع القرآن" يعني كتب.
• عن أنس بن مالك قال: مات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يجمع القرآن غيرُ أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه.
صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٤) عن معلى بن أسد، حدّثنا عبد اللَّه بن المثنى، قال: حدثني ثابت البناني وثمامة، عن أنس، فذكره.
قول أنس: "لم يجمع القرآن غير أربعة" ثم زاد فيه أبا الدرداء فصاروا خمسا، وهو يقصد به أنه لم يجمع القرآن كاملا، أو أكثر القرآن غير هؤلاء، وإلا فعدد الذين كتبوا القرآن في أجزاء متفرقة كثيرون، ثم تفرّق هؤلاء في البلاد الإسلامية، فلا يمكن حصر الكُتّاب على الخمسة.
ذكر ابن حزم في جوامع السيرة (ص ٢٦ - ٢٧) من كُتّاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علي بن أبي طالب، وعثمان، وعمر، وأبو بكر، وخالد بن سعيد بن العاص، وأُبيّ بن كعب الأنصاري، وحنظلة بن الربيع الأسيدي، ويزيد بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت الأنصاري من بني النجّار، ومعاوية بن أبي سفيان، وكان زيد بن ثابت من ألزم الناس لذلك، ثم تلاه معاوية بعد الفتح فكانا ملازمَين للكتابة بين يديه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك. انتهى.
وذكر بعض أهل السير والتاريخ أن كتّاب الوحي بلغ عددُهم أربعين كاتبا.
ولم يمت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا وكان القرآن كلّه مكتوبا في الصحف والألواح والعسب (جريدة النخل) في بيت النبوة، لكن غير مجموع في صحيفة واحدة؛ لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يمكث بعد رجوعه من حجة الوداع إلا أشهرا، فلم يتمكّن من جمعه في مصحف واحد، فجمعه أبو بكر في مصحف واحد كما سيأتي.
قال الخطابي وغيره: يحتمل أن يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم اللَّه الخلفاء الراشدين ذلك وفاء لوعده الصادق بضمان حفظه. فتح الباري (٩/ ١٢).
[١٠ - باب أن البسملة هي الفاصلة بين السورتين]
• عن ابن عباس قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يعرف فصْل السورة حتى تنزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}