ولكن قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": "وأنا أحسب أنه ابن أبي مريم".
قلت: إن كان ابنُ أبي مريم وهو أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسّانيّ الشّاميّ فهو أضعف منه؛ تكلّم فيه الإمام أحمد وأبو داود. وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم: ضعيف الحديث.
قال ابن حبان: "كان من خيار أهل الشّام، لكن كان رديء الحفظ، يحدّث بالشّيء فيهم، فكثر ذلك منه حتّى استحقّ التّرك".
[٣ - باب لا شيء يسبق القدر]
• عن ابن عباس، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "العين حقّ، ولو كان شيءٌ سابق القدر سبقتْه العين، وإذا استُغسلْتُم فأغسلوا".
صحيح: رواه مسلم في كتاب السلام (٢١٨٨) من طرق عن مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا وُهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكر مثله.
• عن أسماء بنت عُميس، قالت: يا رسول اللَّه، إنّ بني جعفر تُصيبُهم العين، فأسترقي لهم؟ قال: "نعم، فلو كان شيءٌ سابقَ القدر، سبقتْه العين".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٠٥٩)، وابن ماجه (٣٥١٠) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة الزُّرقيّ، قال: قالت أسماء، فذكرته.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٧٤٧٠).
قال الترمذيّ: "حسن صحيح".
قلت: هو حسن فقط، فإنّ عروة بن عامر، وشيخه عبيد بن رفاعة "صدوقان" لا غير.
ثم إن قول عبيد بن رفاعة الزرقي قال: قالت أسماء، ظاهره الإرسال، ولكن قال الترمذيّ بعده: "وقد رُوي هذا عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عُميس، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: حدّثنا بذلك الحسن بن علي الخلال، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، بهذا".
قلت: وهذا إسناد متصل وهو الأصح كما قال الدّارقطني في "العلل" (١٥/ ٣٠٤).
وقوله: "ولو كان شيءٌ سابق القدر" أي أنّ الأشياء كلّها بقدر اللَّه تعالى، ولا تقع إلّا على حسب ما قدرها اللَّه تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضررُ العين ولا غيره من الخير والشر إلّا بقدر اللَّه تعالى.
٤ - باب أنّ أوّل ما خلق اللَّهُ القلم وأمره أن يكتب مقادير كلِّ شيء حتّى تقوم السّاعة
• عن عُبادة بن الصّامت أنّه قال لابنه: يا بني إنّك لن تجد طعم حقيقة الإيمان