للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".

[٢٣ - باب أخبار زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

• عن أم عطية الأنصارية قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفيت ابنته، فقال: "اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك بماءٍ وسدرٍ، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني". قالت: فلما فرغنا آذناه، فأعطانا حَقْوَه، فقال: "أشعرنها إياه". تعني بحَقْوِه: إزاره.

وفي رواية: "لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ".

متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٢) عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية الأنصارية فذكرتْه.

ورواه البخاري في الجنائز (١٢٥٣) عن إسماعيل بن عبد الله، ومسلم في الجنائز (٩٣٩/ ٨٣) عن قتيبة بن سعيد - كلاهما عن مالك بن أنس به.

ورواه مسلم (٤٠: ٩٣٩) من طريق حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

روي عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة، خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها وأهريقت دما، فتحمَّلت واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية: نحن أحق بها وكانت تحت ابنهم أبي العاص، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة: "ألا تنطلق فتجيء بزينب". فقال: بلى يا رسول الله قال: "فخذ خاتمي فأعطها إياه". فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص، فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئا ثم قال: هل لك أن أعطيتُك شيئا تعطِها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي، فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته، قال لها: اركبي بين يدي على بعيره، قالت: لا، ولكن اركب أنت بين يدي، فركب وركبت وراءه حتى أتت المدينة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ". فبلغ ذلك علي بن حسين بن زين العابدين، فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص فيه فاطمة؟ فقال عروة: والله ما أُحبُّ أن لي ما بين المشرق والمغرب، وإنِّي أنتقص لفاطمة حقًّا هو لها، وأما بعد فلك عَلَيَّ لا أُحدّث به أبدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>