عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أخيه عباد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة، فذكره.
وعباد بن أبي سعيد في عداد المجاهيل؛ لأنه لم يرو عنه إلا أخوه سعيد، وليس له في السنن سوى هذا الحديث، ولم يتابع عليه عن أبي هريرة، وإن كان قد صحّ عن زيد بن أرقم وغيره من الصحابة، لكن عن أبي هريرة لم يرد إلا من طريق عبادٍ هذا، واللَّه أعلم.
٣٨ - باب ما جاء أنّ العلم النّافع لا ينقطع أجره
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا مات الإنسانُ انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
صحيح: رواه مسلم (١٦٣١) من طريق إسماعيل (هو ابن جعفر)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ مما يلحق المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركهـ، ومصحفًا ورّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السّبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه بعد موته".
حسن: رواه ابن ماجه (٢٤٢) عن محمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن وهب بن عطية، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا مرزوق بن أبي الهذيل، قال: حدثني الزّهريّ، قال: حدّثني أبو عبد اللَّه الأغرّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٩٠)، ورواه من طريق الوليد بن مسلم. وحسّنه المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (١٢٣) من جهة ابن ماجه.
وإسناده حسن من أجل مرزوق بن أبي الهذيل الثقفيّ، قال فيه أبو حاتم: سمعت دحيما يقول: هو صحيح الحديث عن الزهريّ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه: "حديثه صالح".
وأما ابن حبان فأفرط وقال: "تفرّد عن الزّهريّ بالمناكير التي لا أصول لها، فكثر وهمه، فسقط الاحتجاج بما انفرد به".
وأما ما رواه ابن ماجه (٢٤٣) من وجه آخر عن الحسن البصريّ، عن أبي هريرة بلفظ: "أفضل الصّدقة أن يتعلّم المرءُ علمًا ثم يعلَّمه أخاه المسلم". فهو ضعيف. في إسناده يعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف، والحسن البصريّ لم يسمع من أبي هريرة.
• عن أبي قتادة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خير ما يخلّف الرجّل من بعده ثلاثٌ: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلمٌ يُعمل به مِن بعده".
صحيح: رواه ابن ماجه (٢٤١) عن إسماعيل بن أبي كريمة الحرانيّ، قال: ثنا محمد بن