تأمنوني؟ " قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله، يرون أنه خالد بن الوليد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٤٣٢)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي أنعم، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: فذكره.
[٦ - باب بعث خالد بن الوليد إلى اليمن]
• عن البراء قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه فقال: "مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقفل" فكنت فيمن عَقَّبَ معه، قال: فغنمت أواقي ذوات عدد.
صحيح: رواه البخاري في التوحيد (٤٣٤٩) عن أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن مسلمة، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، فذكره.
وكان ذلك بعد رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطائف وقسمة الغنائم بالجعرانة.
قال البخاري: قبل حجة الوداع.
وقوله: "أن يُعَقِّبَ معك" أي يرجع إلى اليمن.
والتعقيب أن يعود بعض العسكر بعد الرجوع ليصيبوا غزوة من الغد، كذا قال الخطابي كما في الفتح (٨/ ٦٦).
[٧ - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع]
• عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جده أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن فقال: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا" فقال أبو موسى: يا نبي الله! إن أرضنا بها شراب من الشعير: المزر، وشراب من العسل: البتع، فقال: "كل مسكر حرام" فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائمًا وقاعدًا، وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقًا. قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وضرب فسطاطًا، فجعلا يتزاوران، فزار معاذ أبا موسى، فإذا رجل موثق، فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثم ارتد. فقال معاذ: لأضربن عنقه.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٤٤) عن مسلم، حدثنا شعبة، حدثنا سعيد بن أبي