أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي النخلة". فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه! والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم. قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا. قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٨)، ومسلم في صفة القيامة (٦٤: ٢٨١١) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قوله: {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} أي أصل الشجرة ثابت في الأرض. {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} أي أغصانها منتشرة في السماء أي في العلو، فكذلك أصل الإيمان راسخ في قلب المؤمن وهو قوله: لا إله إلا الله، وأعماله الصالحة تصعد إلى السماء.
٧ - باب قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (٢٧)}
قوله: {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} هي كلمة التوحيد قبل الموت. {وَفِي الْآخِرَةِ} يعني القبر كما جاء في الصحيح:
• عن البراء بن عازب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} قال: "نزلت في عذاب القبر، فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}.
وفي لفظ: "إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}.
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٦٩)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٧١) كلاهما من طريق شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، فذكره. واللفظ الأول لمسلم، والثاني للبخاري.
وبقية الأحاديث في عذاب القبر ونعيمه مذكورة في كتاب الجنائز.
٨ - باب قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩)}
• عن ابن عباس: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} قال: هم والله كفار قريش.