وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق قال فيه النسائي: ليس بثقة، وأطلق عليه محمد بن عوف أنه يكذب. وشيخه عمرو بن الحارث قال فيه الذهبي: لا تُعرف عدالته.
ومع هذا كله قال فيه الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٢١): "رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن".
[٨ - باب أن الموت خير للمؤمن عند الفتنة]
• عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان يكرههما ابن آدم: الموت، والموتُ خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلةُ المال أقلُّ للحساب".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٦٢٥) عن أبي سلمة، أخبرنا عبد العزيز -يعني ابن محمد- عن عمرو (وهو ابن أبي عمرو) عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد فذكره. ورواه أيضًا (٢٣٦٢٦) عن سليمان بن داود، أخبرنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) أخبرني عمرو بن أبي عمرو بإسناده مثله.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (٤٠٦٦) من وجه آخر عن عمرو بن أبي عمرو بإسناده.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد وهو الدراوردي فإنه صدوق، ومن أجل شيخه عمرو بن أبي عمرو وهو مختلف فيه فضعَّفه ابن معين والنسائي ومشَّاه غيرهما، والخلاصة فيه أن حديثه حسن كما قال الذهبي.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (٤٨١٣) وعزاه إلى أحمد وقال: "رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح، ومحمود له رؤية، ولم يصح له سماع فيما أرى".
قلت: يعتبر حديثه مرسل الصّحابي، وهو حجّة عند الجمهور.
وذكره الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٢١) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٦) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وقوله: "الدنيا سجن المؤمن" أي أن المؤمن يكون مسجونًا في الدنيا، أي ممنوع من الشهوات المحرمة والمكروهة. فإذا مات استراح من هذا السجن، وانقلب ما أعد الله له من النعيم الدائم، والراحة الخالصة، مختصرًا لما ذكره النووي.
وأما ما رُوي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "تحفة المؤمن الموت" فهو ضعيف. رواه عبد بن حميد في "المنتخب" (٣٤٧) عن يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عبد الرحمن بن زياد، عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وأخرجه الحاكم (٤/ ٣١٩) من طريق عبد الله بن المبارك وصحَّحه. وتعقبه الذهبي فقال: