كُنْتُ تُرَابًا} أي: كنت حيوانا فأرجع إلى التراب.
روي عن أبي هريرة قال: إن الله يحشر الخلق كلهم، كل دابة وطائر وإنسان، يقول للبهائم والطير والدواب: كونوا ترابا. فعند ذلك يقول الكافر: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}.
رواه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٣٨٦) وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤/ ٥٥) كلاهما من حديث معمر، قال: وحدثني جعفر بن بُرقان الجزري، عن بُديل بن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.
وروي نحوه مرفوعا في حديث طويل في حديث الصور المشهور عن أبي هريرة، رواه الطبراني في الطوالات (٣٦) والبيهقي في البعث والنشور (٦٦٩) وفي إسناده إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وهو ضعيف جدا، وفي ألفاظه غرابة ونكارة.
قال الحافظ ابن كثير: "ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك". [تفسير سورة الأنعام: ٧٣]
• * *
[٧٩ - تفسير سورة النازعات وهي مكية، وعدد آياتها ٤٦]
١ - باب قوله: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (١٠) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (١١) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)}
قوله - {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} هي الملائكة التي تنزع نفوس بني آدم، وهو قول أكثر المفسرين.
وقوله: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} قال ابن عباس: هي نفس المؤمن تنشط للخروج عند الموت، لما يرى من الكرامة، لأنه تعرض عليه الجنة قبل أن يموت.
وقوله: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} قيل: هي النجوم والشمس والقمر تسبح في السماء، كما قال تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: ٣٣].
وقوله: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} قيل: هي الخيل.
وقوله: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} قيل: هم الملائكة وُكِّلوا بتسيير أمور الدنيا من بداية الخلق إلى نهايته، وهو