للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النفخ في الصور.

أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه المخلوقات، وحذف جواب الشرط لتحقق وقوعه وهو الحساب يوم يبعثون بدلالة الآيات التي بعدها ولكن قال النحويون: لا يجوز حذف اللام في جواب اليمين، لأنها إذا حذفت لم يعرف موضعها.

قال ابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٦٨): "والصواب من القول في ذلك عندنا أن جواب القسم في هذا الموضع مما استغني عنه بدلالة الكلام، فترك ذكره".

وقوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} هي النفخة الأولى، ويموت منها جميع الخلائق من في السماوات والأرض.

وقوله: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} وهي النفخة الثانية، يحيى منها جميع الخلائق.

وهما الصيحتان، كما جاء في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: ٦٨].

• عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".

حسن: رواه أحمد (٢١٢٤١) عن وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، فذكره.

ورواه ابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٦٧) عن كريب، قال: حدثنا وكيع، بإسناده، وقال فيه: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} فقال: "جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".

وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

ورواه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٧) من طريق وكيع، وزاد في أول الحديث: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" وكذا رواه أيضا الحاكم (٤/ ٣٠٨) من حديث عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان. فلم يتفرد وكيع بهذه الزيادة كما قال أبو نعيم.

ورواه الترمذي (٢٤٥٧) والحاكم (٢/ ٤٢١) من حديث قبيصة بن عقبة، عن سفيان، وجاء فيه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل، قام فقال: "يا أيها الناس! اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه " قال أُبَي: قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قال: قلت: الربع؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قال: قلت: فالثلثين؟ قال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك" قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: "إذا تُكْفى همُّك، ويُغفَر لك ذنبك".

قال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وفي نسخة: "حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>