للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الترجمة: "وإسحاق بن بشر الكاهليّ قد روى غير هذه الأحاديث وهو في عداد من يضع الحديث".

ونقل المناوي في "فيض القدير" (٣/ ٤٠٩) عن ابن العربي أنه قال: "هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه".

وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصح، وإسحاق بن بشر قد كذّبه أبو بكر بن أبي شيبة وغيره، وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. قال: وأبو معشر ضعيف".

وله متابع، ولكن لا يُفرح به فإنّ في طريقه إليه من هو مثله في الضّعف، إن لم يكن أكثر منه، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (٦/ ٣٩٧): "فقد رُوي عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بإسناد لا يثبت".

فإذا ثبت أنه حديث لا يصح عن النبيّ فلا حاجة للخوض في معناه، ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: "والمشهور إنّما هو عن ابن عباس قال: "الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، فمن صافحه وقبَّله فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه". ومن تدبّر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إِلَّا على من لم يتدبره، فإنه قال: "يمين اللَّه في الأرض، فقيّده بقوله: "في الأرض"، ولم يطلق، فيقول: يمين اللَّه، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق.

ثم قال: "فمن صافحه وقبله فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه". ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين اللَّه أصلًا، ولكن شبه بمن يصافح اللَّه، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات اللَّه كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن اللَّه تعالى كما جعل للناس بيتًا يطوفون به، جعل لهم ما يستلمونه؛ ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فإن ذلك تقريب للمقبِّل وتكريم له، كما جرت العادة، واللَّه ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال الناس، بل لابد من أن يبين لهم ما يتقون، فقد بين لهم في الحديث ما ينفي من التمثيل". انتهى.

قلت: ومع شهرة هذا الأثر عن ابن عباس ففي طريقه إليه إبراهيم بن يزيد الخوزيّ، وهو متروك كما قال الإمام أحمد والنسائي وغيرهما.

ومن طريقه رواه ابن قتيبة في غريب الحديث. انظر: للمزيد: "الضعيفة" للشيخ الألباني رحمه اللَّه (١/ ٢٥٧).

٢٥ - باب ما جاء في كفّ الرحمن عزّ وجلّ

• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من مسلم يتصدَّق بصدقة من كسْب طيّب، ولا يصعد إلى السَّماء إِلَّا طيّب، إِلَّا كأنَّها يضعها في كفِّ الرَّحمن عزّ وجلّ، فيربّيها كما يربّي أحدُكم فَلُوَّه -أو فصيلَه- حتّى إنّ التمرة لتعود مثل الجبل العظيم".

حسن: رواه الإمام أحمد (٩٥٦٥) عن يحيى، عن ابن عجلان، قال: حدثني سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>