طيّب، ولا يصعد إلى اللَّه إلّا الطيب، فإنّ اللَّه يتقبّلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يُربّي أحدكم فلُوَّه حتى تكون مثل الجبل".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٠)، ومسلم في الزكاة (١٠١٤) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.
• عن أبي موسى، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ يبسط يدَه باللّيل ليتوب مسيءُ النّهار، ويبسط يدَه بالنّهار ليتوب مسيءُ اللّيل حتى تطلع الشّمس من مغربها".
صحيح: رواه مسلم في كتاب التوبة (٢٧٥٩) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عُبيدة يحدّث عن أبي موسى، فذكره.
• عن أبي هريرة، أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لما خلق اللَّه آدم ونفخ فيه الروح. . . قال اللَّه ويداه مقبوضتان: اختر أيّهما شئتَ، قال: اخترت يمين ربي -وكلتا يدي ربي يمين مباركة- ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب! ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كلّ إنسان مكتوب عمره بين عينيه. . . . ".
حسن: رواه الترمذيّ (٣٣٦٨)، وصحّحه ابن خزيمة ورواه في كتاب التوحيد (١٠٧) وعنه ابن حبان في صحيحه (٦١٦٧)، وصحّحه الحاكم (١/ ٦٤) على شرط مسلم، كلّهم من طرق عن صفوان ابن عيسى، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة في حديث طويل مخرّج في القضاء والقدر.
قال الترمذيّ: "حسن غريب".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتجّ بالحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد رواه عنه غير صفوان، وإنما خرجه من حديث صفوان لأنّي علوت فيه".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في الحارث بن عبد الرحمن غير أنه حسن الحديث، وإنما تقع النكارة في رواية الدراوردي عنه كما قال أبو حاتم.
وأمّا ما رُوي عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، يصافح بها عباده" فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٣٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣٢٨)، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٨٤ - ٨٥) كلّهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهليّ، عن أبي معشر المدائنيّ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.
وإسحاق بن بشر وهو ابن مقاتل قد كذّبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال العقيليّ: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك، ونقل ابن عدي عن عدد من أهل العلم كذبوا إسحاق بن بشر وقال في نهاية