انظر للمزيد: "الإيمان باللَّه".
وقوله: "رفرف" هو نوع من الثياب الفاخر.
• عن ابن مسعود أنه قال في هذه الآية: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [سورة النجم: ١٣] قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيتُ جبريل عند سدرة المنتهي عليه ستمائة جَناح، ينتشر من ريشه التهاويل: الدرُّ والياقوت".
حسن: رواه الإمام أحمد (٣٩١٥)، والطبراني في الكبير (٩٠٥٤) كلاهما من طريق عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن ابن مسعود. وإسناده حسن لأجل عاصم.
وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٠٨) من هذا الوجه. ورواه الإمام أحمد (٣٨٦٢)، والطبراني في الكبير (١٠٤٢٣) كلاهما من وجه آخر عن عاصم بن بهدلة، قال: سمعتُ شقيق بن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيتُ جبريل على سدرة المنتهى، وله ستمائة جناح"، قال: سألتُ عاصمًا عن الأجنحة فأبى أن يخبرني، قال: أخبرني بعض أصحابه: أنّ الجناح ما بين الشرق والغرب.
ويؤيّده ما رواه شريك عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: "رأى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كلّ جناح منها قد سدَّ الأُفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدُّر والياقوت ما اللَّه به عليم".
رواه الإمام أحمد (٣٧٤٨) من هذا الوجه، وشريك هو: ابن عبد اللَّه النّخعيّ الكوفيّ صدوق يخطئ كثيرًا، والذي يظهر أنه لم يخطئْ في هذا. واللَّه أعلم.
٢ - باب ما جاء أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى جبريل عليه السلام مرتين في صورته الأصلية
قال اللَّه تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [سورة النجم: ٥ - ١٨].
فقوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} يعني جبريل في المرة الأولى في صورته الأصلية، كان له ستمائة جناح وقد سد الأفق.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} يعني جبريل في المرة الثانية، وذلك عند الإسراء والمعراج.
ويدل عليه ما روي عن ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَرَ جِبرِيلَ في صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ، أمَّا