للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الباب ما رُوي عن عمرو بن الأحوص، أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ، ثم قال: "أي يوم أحْرم؟ أيّ يوم أحرم؟ أيّ يوم أحرم؟ " قال: فقال الناسُ: يوم الحجّ الأكبر يا رسول الله، قال (فذكر بقية الحديث).

رواه الترمذيّ (٣٠٨٧) عن الحسن بن علي الخلال، حدّثنا حسين بن علي الجعفيّ، عن زائدة، عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، فذكره.

وسليمان بن عمرو "مقبول" كما في التقريب. وقال ابن القطان: "مجهول". والحديث رواه أبو داود، وابن ماجه أيضًا في خطب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حجّة الوداع. انظر فيه مزيدًا من التخريج.

وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يوم الحجّ الأكبر؟ فقال: "يوم النّحر".

رواه الترمذيّ (٣٠٨٨) عن عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

ورواه أيضًا من حديث سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: "يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر".

قال الترمذيّ: "هذا الحديث أصحّ من حديث محمد بن إسحاق؛ لأنّه رُوي من غير وجه هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفًا. ولا نعلم أحدًا رفعه إلّا ما رُوي عن محمد بن إسحاق. وقد روى شعبة هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مرة، عن الحارث، عن علي، موقوفًا".

قلت: مع وقفه على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ففيه أبو إسحاق مختلط ومدلّس، وشيخه الحارث وهو ابن عبد الله الأعور الهمدانيّ فيه كلام معروف، وقد رُمي بالكذب.

هذا وقد اختلف أهل العلم في قوله تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}. فقيل: هو يوم عرفة، وقيل: يوم النّحر، وقيل: أيام الحجّ كلّها. ونسب هذه الأقوال ابنُ جرير في تفسيره إلى أصحابها، ثم قال: "وأولى الأقوال في ذلك بالصّحة عندنا قولُ من قال: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} يوم النحر؛ لتظاهر الأخبار عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الرّسالة إلى المشركين وتلا عليهم "براءة" يوم النّحر .... ". تفسير الطبري (١١/ ٣٣٦).

١٣٣ - باب خطب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حجّة الوداع

• عن جابر بن عبد الله، قال: فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى أتي عرفة، فوجد القبّة قد ضُربتْ له بنمرة فنزل بها، حتّى إذا زاغت الشمسُ أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: "إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة

<<  <  ج: ص:  >  >>