وقد رُوي عن ابن عباس، أنه قال: لما نزلت آيةُ الدَّيْن. قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ أوّل مَنْ جَحَدَ آدمُ عليه السّلام -أو: أوّل مَنْ جَحَد آدمُ- إنّ اللَّه عزّ وجلّ لما خلق آدمَ، مسح ظهرَه، فأخرجَ منه ما هو ذارئٌ إلى يوم القيامة، فجعل يَعْرِضُ ذُرِّيَته عليه، فرأى فيهم رجلًا يَزْهر، فقال: أيْ ربِّ، مَنْ هذا؟ قال: هذا ابنُك داودُ. قال: أيْ ربِّ، كم عُمرُه؟ قال: ستّون عامًا، قال: ربِّ زدْ في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك. وكان عمر آدم ألفَ عامٍ، فزاده أربعين عامًا، فكتب اللَّه عزّ وجلّ عليه بذلك كتابًا، وأشهد عليه الملائكة، فلما احتُضِر آدمُ، وأتته الملائكةُ لِتقبضه، قال: إنّه قد بقي من عمري أربعون عاما. فقيل: إنّك قد وهبتَها لابنك داود. قال: ما فعلتُ. وأبرز اللَّه عزّ وجلّ عليه الكتاب، وشهدتْ عليه الملائكةُ".
رواه الإمام أحمد (٢٢٧٠، ٢٧١٣)، وأبو يعلى (٢٧١٠)، والطّبرانيّ في الكبير (١٢٩٢٨) كلّهم من طريق حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف، عن ابن عباس، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في "السنة" (٢٠٤) مختصرًا جدًّا، وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد وهو ابن عبد اللَّه بن زهير بن عبد اللَّه بن جدعان التيمي البصريّ، وأهل العلم مطبقون على تضعيفه إلّا الترمذيّ فإنّه قال: "صدوق".
ورواية إعطاء آدم -عليه السلام- أربعين سنة من عمره لداود -عليه السلام- أرجح على رواية إعطائه إياه ستين سنة، فإن رواية الأربعين جاءت من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعا، وقد قال الإمام أبوداود: "هشام بن سعد أثبت النّاس في زيد بن أسلم"، والإمام الترمذيّ لما أخرج رواية إعطاء آدم -عليه السلام- أربعين سنة من عمره لداود -عليه السلام- قال: "هذا حديث حسن صحيح" ولما أخرج رواية إعطائه ستين سنة قال عقبه: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" انظر: تحفة الأحوذي (٨/ ٣٦٥).
٢٩ - باب أن اللَّه يصرف القلوب كيف يشاء
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: إنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ قلوب بني آدم كلَّها بين أصبعين من أصابع الرّحمن كقلب واحد، يصرِّفه حيث يشاء". ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمّ مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك".
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٤) من طرق عن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة، أخبرني أبو هاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبليّ، أنه سمع عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
وبقية الأحاديث بهذا المعنى انظرها في كتاب الأذكار والأدعية.