• عن عبد اللَّه بن عمر أنّه سمع رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إنّ محرِّمَ الحلالِ كمُحِلِّ الحرام".
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٢٦٨): ثنا موسى بن هارون، ثنا أبو موسى الأنصاريّ، ثنا عاصم بن عبد العزيز الأشجعيّ، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، فذكر الحديث.
قال الهيثميّ في "المجمع"(١/ ١٧٦): "رجاله رجال الصّحيح".
قلت: إسناده حسن، فيه عاصم بن عبد العزيز، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد قال الحافظ في كلٍّ منهما:"صدوق يهم" وبقية رجاله ثقات.
إلا أن أبا حاتم قال:"هذا حديث منكر".
قلت: لعله لتفرد عاصم وشيخه، وللحديث أسانيد أخرى وكلها معلولة.
٦ - باب التّرهيب من الدّعوى في العلم والقرآن
• عن أبي بن كعب، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"قام موسى -عليه السّلام- خطيبًا في بني إسرائيل فسُئل: أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب اللَّه عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللَّهُ إليه: أنّ عبدًا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا ربّ كيف به؟ فقيل له: احمل حوتًا في مكتل فإذا فقدته فهو ثَمَّ". فذكر الحديث بطوله في اجتماعه بالخضر إلى أن قال:"فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرّتْ بهما سفينة فكلّموهم أن يحملوهما، فعُرف الخضر فحملوهما بغير نَول، فجاء عصفور فوقع على حرف السّفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمك من علم اللَّه إلّا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر" فذكر الحديث بطوله.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٢٢)، ومسلم في الفضائل (٢٣٨٠) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، حدّثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إنّ نوفًا البكاليّ يزعم أنّ موسى عليه السّلام صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر عليه السلام! فقال: كذب عدّو اللَّه، سمعتُ أبي بن كعب يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول (فذكر الحديث بطوله)، وسيأتي في موضعه بكامله.