للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣ - باب غزوة الأبواء وهي الودان]

قال ابن إسحاق: ثمّ خرج غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرًا من مقدمه المدينة حتَّى بلغ ودان، وهي غزوة الأبواء، يريد قريشًا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة. وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشي بن عمرو الضمريّ، وكان سيدهم في زمانه ذلك، ثمّ رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ولم يلق كيدًا، فأقام بها بقية صفر، وصدرًا من شهر ربيع الأوّل.

قال ابن هشام: وهي أول غزوة غزاها. سيرة ابن هشام (١/ ٥٩٠ - ٥٩١).

والأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة ثلاثة وعشرون ميلًا.

[٤ - باب أول سرية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية عبيدة بن الحارث]

قال ابن إسحاق: "وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مقامه ذلك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبًا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتَّى بلغ ماءًا بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقي بها جمعًا عظيمًا من قريش، فلم يكن بينهم قتال إِلَّا أن سعد بن أبي وقَّاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمي به في الإسلام. وفي هذه السرية فرّ من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهرانيّ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازنيّ، وكانا مسلمين، ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار، وكان على القوم عكرمة بن أبي جهل. سيرة ابن هشام (١/ ٥٩١ - ٥٩٢).

وقوله: "ليتوصلا بالكفار" أي أنهما جعلا خروجهما مع الكفار وسيلة للوصول إلى المسلمين.

[٥ - باب سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر]

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة بن عبد المطلب بن هاشم إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل، في ثلاثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهنيّ، وكان مُوادعًا للفريقين جميعًا، فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.

قال الواقدي في المغازي (١/ ١٠): "حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عَيَّاش، عن عبد الملك بن عبيد، عن ابن المسيب وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قالا: لم يبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا من الأنصار مبعثًا حتَّى غزا بنفسه إلى بدر، وذلك ظن أنهم لا ينصرونه إِلَّا في الدار.

واختلف أهل السير والتاريخ أي البعثين كان أولا؟ فذهب ابن إسحاق إلى أن راية عبيدة بن الحارث كانت أول راية عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقال: وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحد المسلمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معًا، فشبه ذلك على الناس. سيرة ابن هشام (١/ ٥٩٥ - ٥٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>