صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٣) عن محمد بن بشار، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
قال البخاريّ (٤٥١٤): وزاد عثمان بن صالح، عن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد اللَّه حدثه، عن نافع: أن رجلًا أتى ابن عمر فقال له: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحج عاما وتعتمر عامًا، وتترك الجهاد في سبيل اللَّه، وقد علمت ما رغب اللَّه فيه؟ فقال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: الإيمان باللَّه ورسوله، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت، قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمعِ ما ذكر اللَّه في كتابه:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} قال: فعلنا على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان الإسلام قليلًا، وكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه أو عذبوه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة.
قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكان اللَّه عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي فابن عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وختنه، وأشار بيده فقال: هذا بيته حيث ترون. انتهى.
• عن حذيفة: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)} قال: نزلت في النفقة.
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٦) عن إسحاق، أخبرنا النضر، حدّثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، عن حذيفة فذكره.
• عن أسلم أبي عمران التجيبي، قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيمًا من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان اللَّه يلقي بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز اللَّه الإسلام وكثر ناصِروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن أموالنا قد ضاعت، وإن اللَّه قد أعز الإسلام وكثر ناصِروه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللَّه على نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرد علينا ما قلنا:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فكانت التهلكة الإقامة