قال الترمذيّ: "هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه".
ومعنى قوله "وسوء ذات البين" إنّما يعني العداوة والبغضاء. وقوله: "الحالقة" يقول: إنّها تحلق الدين". انتهى.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن جعفر المخرمي -بسكون الخاء وفتح الراء الخفيفة- وشيخه الأخنسي فإنّهما حسنا الحديث.
٥٩ - باب قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)}
قوله: {يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} أي يتبع غير شريعته، سواء زاد فيها ما لم يأت به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، مثل أن يأخذ بالأحاديث الضّعيفة والموضوعة والمنكرة أو نقص منها مثل أن يترك الأحاديث الصّحيحة الثابتة بحجج واهية فهؤلاء جميعا ممن شاقوا الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} والمؤمنون حقا هم الصحابة، ثم التابعون، ثم أتباعهم إلى يوم الدين. فهؤلاء هم الذين أُمِرنا باتّباع سبيلهم؛ لأنه اجتماعهم على شيء ضامن من الخطأ.
• عن ابن عباس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يجمع اللَّه أمتي" أو قال: "هذه الأمة على الضلالة أبدا ويد اللَّه على الجماعة".
حسن: رواه الحاكم (١/ ١١٥)، من وجهين: عن سلمة بن شعيب والعباس بن عبد العظيم - كلاهما عن عبد الرزاق، أبنا إبراهيم بن ميمون، أخبرني عبد اللَّه بن طاوس، أنّه سمع أباه يحدث، أنه سمع ابن عباس يحدث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فذكره.
هذه رواية سلمة بن شبيب، وفي رواية العباس بن عبد العظيم: ثنا عبد الرزاق، ثنا إبراهيم بن ميمون العدني، وكان يسمي قريش اليمن، وكان من العابدين المجتهدين.
قال الحاكم: "فإبراهيم بن ميمون العدني هذا قد عدّله عبد الرزاق، وأثنى عليه. وعبد الرزاق إمام أهل اليمن وتعديله حجة".
وهذا الحديث رواه أيضًا الترمذيّ (٢١٦٦) عن يحيى بن موسى، قال. حدّثنا عبد الرزاق فذكره بإسناده. ولفظه "يد اللَّه مع الجماعة".
وقال: "حسن غريب، لانعرفه من حديث ابن عباس إلّا من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال؛ فإنّ إبراهيم بن ميمون الصنعاني ويقال: الزبيدي حسن الحديث. ووثّقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات".
فمن خالف ما أجمع الناس عليه، سواء في الاعتقاد أو في الأعمال فهو معرض للعذاب الشديد كما قال اللَّه تعالى: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.