فرجع، فقال عمر: ألم تسمع صوت عبد اللَّه بن قيس، ائذنوا له، فدعي له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا، قال: لتقيمن على هذا بينة أو لأفعلن، فخرج فانطلق إلى مجلس الأنصار، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمر بهذا، فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ألهاني عنه الصفق بالأسواق.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٥٣) ومسلم في الآداب (٣٦: ٢١٥٣) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد القطان، عن ابن جريج، حدّثنا عطاء، عن عبيد بن عمر، فذكره.
١١ - باب التغليظ على من عارض حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-
• عن عبد اللَّه بن الزبير أنه حدثه أن رجلا خاصم الزبير عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليه، فاختصما عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للزبير:"اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك". فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قال:"اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر". فقال الزبير: واللَّه إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥]
متفق عليه: رواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٥٩) ومسلم في الفضائل (٢٣٧٥) كلاهما من طريق الليث، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أن عبد اللَّه بن الزبير حدثه، فذكره.
• عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها".
وفي رواية قال: فقال بلال بن عبد اللَّه: واللَّه لنمنعهن، فأقبل عليه عبد اللَّه فسبه سبًّا سيئًا، ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتقول: واللَّه لنمنعهن.
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥٢٣٨)، ومسلم في الصلاة (١٣٤: ٤٤٢) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم (١٣٥: ٤٤٢) من طريق يونس، عن الزهري، به.
• عن عبد اللَّه بن بريدة قال: رأى عبد اللَّه بن المغفل رجلا من أصحابه يخذف،