قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وقوله: "عذق" بالكسر: الغصن، وبالفتح: النخلة.
وقوله: "رَداح": الثقيل لكثرة ما فيه من الثمار.
• عن جابر بن عبد الله: أنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ لفلان في حائطي عذقا، وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه. فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "بعني عذقك الذي في حائط فلاي". قال: لا قال: "فهبه لي". قال: لا. قال: "فبعنيه بعذق في الجنة". قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت الذي هو أبخل منك إلّا الذي يبخل بالسلام! ".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٥١٧) عن أبي عامر العقديّ، حدّثنا زهير، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن جابر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل فإنه حسن الحديث.
ومن طريقه أخرجه الحاكم (٢/ ٢٠) وجعله شاهدًا لحديث أنس.
١٧ - باب من أدّى الزكاة ينال أجر المهاجر في سبيل الله
• عن أبي سعيد الخدري: أن أعرابيًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الهجرة فقال: "ويحك إنّ شأنها شديد! فهل لك من إبل تؤدي صدقتها؟ ". قال: نعم. قال: "فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٥٢)، ومسلم في الإمارة (١٨٦٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، حدّثني ابن شهاب الزهريّ، حدّثني عطاء ابن يزيد اللّيثي، أنه حدّثهم، قال: حدّثني أبو سعيد الخدري، فذكره.
قوله: "إنّ الله لن يترك من عملك شيئًا" أي أن الله لن ينتقص من عملك، مثل قوله: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [سورة محمد: ٣٥].
فائدة: قال الحافظ ابن حجر: "في هذا الحديث فضل أداء زكاة الإبل، ومعادلة إخراج حق الله منها لفضل الهجرة؛ فإن في الحديث إشارة إلى أن استقراره بوطنه إذا أدّى زكاة إبله يقوم له مقام ثواب هجرته وإقامته بالمدينة".
[١٨ - باب الترغيب في المبادرة بالصدقة قبل أن لا يجد من يقبلها منه]
• عن حارثة بن وهب، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أُعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتها، فأما الآن